اهم المقالاتمقالات واراء

من إثارة الحروب الى إثارة الفتن والازمات

احجز مساحتك الاعلانية

الحديث عن أسباب إندلاع الحرب في غزة وعلاقة النظام الايراني بها ورغم إن الاخير قد سعى دائما لإنکار ذلك، لکن علاقته الحميمة بحرکة حماس تجعله في موضع الشبهات ناهيك عن اسلوبه غير الاعتيادي الذي بادر لإنتهاجه في بداية إندلاع هذه الحرب وحتى سعيه للإيحاء بأن هناك ثمة علاقة بينها وبينه، جعل ويجعل النظام وبصورة لاغبار عليها في موضع الشبهات.

قبل إندلاع الحرب في غزة وفيما يتعلق بالنظام الايراني، کان هناك أمران يلفتان النظر، الاول؛ الاوضاع المتأزمة في الداخل وعدم تمکن النظام من تصفية مخلفات وتداعيات الاحتجاجات الشعبية التي إندلعت في أواخر عام 2022 وإستمرت حتى مارس من عام 2023، أما الامر الثاني، فقد تجلى في تراجع دور الميليشيات التابعة للنظام الايراني في بلدان المنطقة وتزايد مشاعر الکراهية والرفض تجاهها من قبل شعوب المنطقة خصوصا بعد أن تزايدت أصابع الاتهام لها بالتورط في عمليات فساد متعددة الجوانب، وإن النظام الايراني لتخوفه الکبير من التبعات والتأثيرات المحتملة لهذين الامرين کان في حاجة ماسة لثمة تطور وحدث يمکن أن يخفف من دور وتأثير هذين الامرين عليه، وبطبيعة الحال فإن هذا الامر أو التطور کان لابد أن يکون خارجيا، ولهذا فإن النظام کان بحاجة لحرب غير عادية أو فتنة غير مسبوقة، وبطبيعة الحال فإنه قد رأى في الحرب في غزة النموذج الذي يمکن أن يسعفه ويحقق مناه.

مسارات الحرب في غزة وتعادياتها المختلفة، لم تکن تسير بالطريقة التي کان يريدها ويرغب بها النظام الايراني ولاسيما بعد أن تزايدت التقارير والتحليلات التي تشير الى إن هذا النظام يريد توظيفها من أجل خدمة أوضاعه المتأزمة داخلەا وخارجيا وحتى إن نهايتها أيضا تسير بإتجاه يبدو أن إسرائيل والاطراف الدولية والاقليمية جميعها تتفق على ضرورة جعل ثمة مسافة بينها وبين النظام الايراني، وهذا يعني بأن النظام سيبدو مثل”أبو زيد وکأنه ماقد غزى”، ولذلك فإن التوجهات الاخيرة للنظام الايراني والتي بدأها مرشد النظام في السادس من الشهر الجاري بخطابه الملفت للنظر خلال لقائه بمسؤولي النظام في شؤون الحج، أظهر خامنئي نفسه متباکيا على أهالي غزة، عندما قال: “حج هذا العام هو حج البراءة، كانت البراءة موجودة منذ بداية الثورة واستمرت ويجب أن تبقى، لكن حج هذا العام هو حج البراءة. اليوم فلسطين بحاجة إلى دعم العالم الإسلامي، نعم، الجمهورية الإسلامية لن تنتظر هذا وذاك ولن تنتظر.”، لکن الذي لفت النظر أکثر وأکد بأن هناك ثمة مخطط جديد للنظام يريد من خلاله إثارة فتنة وأزمة جديدة يشغل بها المنطقة والعالم لکي يصرف النظر عن أوضاعه الداخلي المتأزمة والقابلة للإنفجار، هو ماقد کشف عنه منوچهر متکي، وزير الخارجية السابق للنظام خلال حديثه لشبکة تلفزيون”خبر” التابعة للنظام وفي نفس اليوم الذي أدلى فيه خامنئي بخطبته هذه حيث قال:” الحج هذا العام يختلف عن كل العقود الأربعة الماضية.. هذا العام سنشهد تغييرا جوهريا في مكة.. و يجب على السعودية في هذا العام عدم منع المسلمين من الغضب في أيام البراءة تحت أي ظرف من الظروف، يأتي الحجاج هذا العام إلى مكة لإقامة المقاومة السياسية والمدنية للمسلمين ضد جرائم الکيان الصهيوني. وهذا يعني أن المقاومة المسلحة لحماس والجهاد الإسلامي والمقاتلين الفلسطينيين ستجلب معهم جناحهم الثاني، وهو المقاومة السياسية والشعبية والمدنية لمسلمي العالم.”، وتتوضح الصورة تماما، إذ يبدو إن النظام الايراني قد أصبح يخطط من إثارة الحروب الى إثارة الفتن والازمات وذلك من أجل تحقيق أهدافه وغاياته المشبوهة!

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button